(الثاني): - يبدل الله تعالى السيئات في الصحائف إلى حسنات تبديلاً حقيقياً.
ويشهد له قول النبي: - " ليتمنّين أقوام لو أكثروا من السيئات، قال: بما يا رسول الله؟ قال: الذين بدل الله سيئاتهم حسنات " رواه الحاكم وصححه الألباني (الصحيحة: 2117).
4 - {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بَصِيرا (20)}.
أي أن الدنيا دار بلاء وامتحان، فأراد الله سبحانه أن يجعل بعض العبيد فتنة لبعض على العموم، في جميع الناس، فالصحيح فتنة للمريض، والغني فتنة للفقير، والفقير الصابر فتنة للغني، والحليم فتنة لسريع الغضب، والقوي فتنة للضعيف، والبصير فتنة للأعمى، وصاحب العيال فتنة للعقيم ... وهكذا (القرطبي بتصرف)
وأنشد بعضهم:
صغيرٌ يطلب الكبر ... وشيخٌ ودّ لو صغر
وربُّ الكل في تعب ... وفي تعب من اِفتقر
وذو الأولاد مهمومٌ ... وطالبهم قد انفطر
ومن فقد الجمال شكى ... وقد يكشو الذي بهر
فهل حاروا مع الأقدار ... أم هُم حيّروا القدر
* * *