التجربة الثانية: عرضت السورة ثاني تجربة استخلاف في الأرض، متمثلة في (بني إسرائيل)، وبينت كيف أنعم الله عليهم وفضَّلهم على أهل زمانهم، وجعل فيهم الأنبياء، ووسَّع لهم من فضله وعطائه، وكيف قابلوا ذلك (بالكفر والعصيان والجحود)، فضيعوا الأمانة، وفشلوا في تحمل المسؤولية، كما في الآيات (123: 40).
التجربة الثالثة: عرضت السورة تجربة ناجحة للاستخلاف في الأرض، متمثلة في أبي الأنبياء (إبراهيم عليه السلام)، فكان نموذجاً صالحاً رائعاً فأدَّى الأمانة، ونجح في المهمة، كما في الآيات (141: 124).
إذن: بدأت السورة بالتجربة الأولى؛ للتمهيد وخُتِمت بالتجربة الناجحة، لرفع المعنويات، وأتت بينهما بالتجربة الفاشلة؛ لنأخذ الدروس والعبر، ونتعلم من الأخطاء، (كان هذا الجزء الأول من السورة).
المنهج والدستور:
ثم جاء الجزء الثاني، يوضح للأمة المنهج والدستور الذي يسيرون عليه؛ لتحقيق مهمة الاستخلاف في الأرض، وجاء هذا المنهج وهذا الدستور مرتباً على مراحل مناسباً لأحوال الأمة، ونفوس وطبائع أفرادها، على النحو التالي:
1. التميز عن الأمم السابقة والتخلص من التبعية (141، 106، 104).