وسافرنا وكانت البلاد تعجّ بالعرب ، وبالخليجيين على وجه الخصوص ، وجلّهم ليس له همّ إلا البحث عن المتعة الحرام ، كنت أنا مع مجموعة من شباب الخليج ، وقد خضنا في تلك الوحول القذرة حتّى بلغنا الحضيض .. وعدنا إلى البحرين ، وبعد فترة وجيزة جمعنا مبلغاً آخر من المال ، وسافرنا ، ولكن هذه المرّة إلى دولة آسيوية آخرى لا تقل فساداً عن الأولى ، وجرّبنا كلّ شيء ..
وفي إحدى الليالي ، رفض أحد الشباب إعطائي الحقنة المعهودة من المخدّرات ، فخرجت من الفندق ، وقابلت مجموعة من المروّجين فدعوني إلى مقرّهم ، وعرضوا عليّ أنواعاً متعدّدة من المخدرات كنت أجهل بعضها ، ومدى تأثيرهم على الجسم ، وبعد تناولها دعاني أحدهم إلى الغرفة المجاورة لممارسة البغاء بعد أن أمرني بالدفع أوّلاً ، وكنت في سكر شديد ، فقبلت العرض ، ولم أدر أنّ في ذلك حتفي . .
ثمّ عدت إلى البحرين ، ومارست حياتي الطبيعية ، لكنّ شبح المخدّرات كان يطاردني في كلّ مكان ، وقد نصحني بعض المخلصين بالتوجّه إلى مستشفى الطبّ النفسي لتلقّي العلاج ، فوعدتهم بالذهاب ،لكنّي لم أذهب .
وتوالت السفرات إلى تلك البلاد الموبوءة ، لممارسة تلك الأعمال المشينة التي أصبحت جزاءً لا يتجزأ من حياتي البائسة ، حتّى نفدت النقود ، فاحترفت السرقة ، فكنت أسرق من المدن الكبيرة هناك ، للحصول على متعي المحرّمة .