مرّ الوقت سريعاً .. لم يبق على انتهاء الرحلة إلا يوم واحد ، وكما هو محدّد في الجدول : نزهة خلويّة ، وحفل تكريم !
مالت الشمس للغروب ، وسقطتْ صريعة خلف هاتيك الجبال الشامخات ، والروابي الحالمات .. عندها بدأ ليل العاشقين ، وسعي اللاهثين ، واختلطت أصوات الموسيقى الحالمة بتلك الآهات الحائرة ، ثمّ أعلن مقدّم الحفل عن بدء حفل الوداع .. أوّل فقرة من فقراته هي اختيار الشاب المثالي في هذه الرحلة الممتعة ..
وأعلن الفائز... الشاب المثالي هو ( أنا ) ! .
فكّرت كثيراً : لمَ اختاروني أنا ! هناك الكثير ممّن هم على دينهم .. ألأنّي مسلم اختاروني ؟! ..
تذكّرت أبي وصلاته ، وأمّي وتسبيحها .. تذكّرت إمام المسجد .. تذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. تخيّلته أمامي ينظر ماذا أفعل ..
وصلت إلى المنصّة .. أمسك القائد بالصليب الذهبي .. إنه يلمع كالحقد ، و يسطع كالمكر .. أمسك بعنقي .. قرّبني إليه .. وهمّ بوضع الص.. .
قف .. إنّني مسلم ..
أمسكت بالصليب الذهبي، وقذفته على الأرض، ودسته تحت قدمي ..
أخذت أجري .. وأجري .. صعدت إلى ربوة .. صرخت في أذن الكون ، وسمع العالم : الله أكبر .. الله أكبر ..
أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن محمداً رسول الله .. وعدت إلى بلدي إنساناً آخر غير ذلك الإنسان العابث اللاهي فسبحان من يحيي القلوب بعد موتها ..
***
توبة شاب مفتون (1)
صحّ في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء )) (2) .
__________
(1) - كتبها لي بنفسه من الجزائر .
(2) - متفق عليه عن أسامة .