ويقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهباً؛ ما بلغ مُدّ أحدهم، ولا نصيفه) متفق على صحته:
أولئك أتباع النبي وحزبه ... فلولا هم ما كان في الأرض مسلم
ولكن هم فيها بدور وأنجم ... فيا لائمي في حبهم وولائهم
تأمل - هداك الله- مَن هو ألوَمُ ... بأي كتاب؟.. أم بأية حجة؟
ترى حبهم عارٌ علي وتنقم ... وما العار إلا بغضهم واجتنابهم
وحب عداهم، ذاك عار ومأثمُ
__________
(1) قال ابن كثير رحمه الله عند تفسير لهذه الآية: (أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذي اتبعوهم بإحسان؛ فيا ويل من أبغضهم أو سبهم، أو أبغض أو سب بعضهم، ولا سيما سيد الصحابة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخيرهم وأفضلهم؛ أعني الصدّيق الأكبر، والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة -رضي الله عنه-، فإن بعض الطوائف المخذولة، يُعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم -عياذاً بالله من ذلك-، وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن، إذ يسبون مَن رضي الله عنهم؟!! وأما أهل السنة، فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه، ويسبون من سبه الله، ويوالون من يوالي الله، ويعادون من يعادي الله، وهم متبعون لا مبتدعون، ويقتدون ولا يبتدون، ولهذا هم حزب الله المفلحون، وعباده المؤمنون) انتهى كلامه رحمه الله (بتصرف بسيط).