وفي هذا الجو المعفم بالإحباط استمرت حياتي مع هؤلاء اللئام، أصبحتُ أعيش في فراغ قاتل تنقصه السعادة، وكنتُ كلما عزمتُ على التوبة يلاحقني أصدقاء السوء، فأعود إلى الضلال والتشرذم.
وأنا على هذه الحال من الضياع وفقدان الهوية إذ أراد الله بي خيراً.. فوجدت كتابك (العائدون إلى الله) وقد قرأتُه دون أن يؤثر فيّ حتى وصلت إلى الخاتمة: (إن في قصصهم لعبرة...) فاغرورقت عيناي بالدموع، وانفجرتُ بالبكاء، فأعدت قراءة الكتاب من جديد، وبدأت من الإهداء:
(إلى الغافلين عن الله والهاربين منه... إلى الذين ظلموا أنفسهم واسرفوا عليها بالمعاصي والذنوب...) وشعرت بأنك تخاطبني بهذه الكلمات، وكأن الكتاب قد أُهدي إليّ وحدي، فازددت في البكاء.. وهنا أحسست بأنه لابدّ من وضع حد لهذه المعاصي وهذا البعد عن الله.
ومن مكاني هذا قمتُ واغتسلتُ ونطقتُ بالشهادتين من جديد وأديتُ الصلاة وبدأتُ في قراءة القرآن..) إلى آخر ما ذكر في رسالته.
ومن الإمارات العربية المتحدة كتب إلىّ الأخ مروان محمد يقول:
أكتبُ لك هذه الرسالة بعد قراءتي للجزء الثالث من كتاب (العائدون إلى الله)، وأشكر الله على وصوله إليّ لأخذ العبرة والعظة منه والتوبة إلى الله من كل المعاصي التي وقعت فيها قبل قراءتي لهذا الكتاب.