وفي هذه الأثناء تقدّم لخطبتي شاب متدين .. لا تتصوّر كم كنت سعيدة .. هل فعلاً سأتزوّج ، وأعيش حياة طاهرة كما كنت أحلم وأنا في المرحلة المتوسّطة .. دين وخلق ..
لكن .. ما زلت بالجامعة .. بقي عام على التخرّج ، فكنت أخادع نفسي بحبّ الدنيا والدين في آن واحد ، وكان ذلك الطالب يطاردني حتّى في الحلم ..
وجاءت الضربة الصاعقة لتوقظني من سبات دام سنوات ... انسحب الخطيب وأهله ، فلقد أخطؤوا المنزل والعنوان .. كانوا يقصدون الشارع الموالي ، ويريدون تلك التي تلبس الجلباب والحجاب ، ولم تدرس بالجامعة قط .. تذكّرت عند ما قالت والدته : (( كان ولدي يصلّي آناء الليل ، ويدعو الله دائماً أن يرزقه الزوجة الصالحة .. ))
إذن لم أكن صالحة على حدّ قولها ، وهذه هي الحقيقة ، لأنّي لم أكن مخلصة ، كنت مخادعة ..
مرّ أسبوع أو أكثر وأنا أذرف الدموع حزناً على نفسي لعدم صفائها وصلاحها ، فجدّدت توبتي لعلّ الله أن يهديني هذه المرّة .
وعدت إلى الجامعة من جديد ، فكنت أجتهد في المذاكرة ، وأجتهد في قراءة القرآن والكتب الفقهية النافعة ، لكنّ الشيطان زيّن لي طريقاً إلى ذلك الوهم فتعلقت بطالب أخر ، كنت كلّما دخلت من باب الجامعة أشعر وكأنّ الشياطين تستقبلني وتحملني على أيديها الخبيثة لتوصلني هدية إلى ذلك الطالب الذي لا يفارق وجوده مكاني ..
أدركت حقيقة نفسي وما الذي تبغيه . احترق قلبي بالدموع المُرّة .. لماذا لم تتغيّر هذه النفس على الرغم من الجهود التي أبذلها في سبيل ذلك ؟
فجأة .. اتّخذت قراراً حاسماً .. تركت الجامعة ..