ويقول: وبعبث الشباب كنا نؤذيه محمداً مستغلين سننا الأكبر فكان يقابل أذيتنا بالصبر الجميل، لا بل كان يدعونا إلى الصلاة، ولا أخفي عليكم أنني على الرغم من عنادي كنتُ أستجيب له من الداخل، وكانت الوالدة تدعونا بإصرار لأداء الصلاة، وتعمل جاهدةً -حفظها الله- لتربيتنا تربية حسنة.
ثم وقفتُ -ولله الحمد- برفقة صالحة دلتني على الخير، وأخذتْ بيدي إلى طريق الهدى والنور.
كانت هذه العوامل مجتمعة هي التي أخرجتني من عالم إلى عالم بفضل الله وتوفيقه. وها أنذا والله الحمد أعيش حياةً سعيدةً إن شاء الله، وأرشف من شهد الحياة ما لا يعرفه الآخرون ولن يعرفوه إلا بالعبودية الحقة لله، والانقياد لأوامره. هناك حيث الأنس بالله والشعور بحلاوة القرب منه سبحانه.
انتهى الحوار مع الأخوين التائبين، فسبحان من بيده قلوب العباد يقلبها كيف يشاء (1)
توبة شيوعي (2)
قال سيد قطب رحمه الله تعالى: (إن أقصى مدى أتصوره للمد الشيوعي لن يتجاوز جيلنا هذا الذي نحن فيه وأوائل الجيل القادم إذا سارت الأمور سيرتها الحالية) (3).
هذا ما تصوره سيد رحمه الله قبل ما يقارب من ثلاثين عاماً، فلم تمضِ سنوات معدودة حتى كانت الشيوعية قد سقطت وأفلس أصحابها.
وأترككم الآن مع صاحبنا ليروي لنا رحلته من الشيوعية مروراً بالصوفية وانتهاءً بالعقيدة السلفية النقية، يقول:
__________
(1) انظر جريدة المسلمون العدد: 456.
(2) كتبها لي بنفسه.
(3) نحو مجتمع إسلامي ص 39 ط 6.