ودار الندوة بمكة بناها قصي لينتدوا فيها أي: ليجتمعوا للمشاورة.
ولم يحسن الطيبي تخريج الحديث على عادته فقال: إنه في مسند أحمد، وليس فيه ذكر إبليس.
وأساء والحديث إنما هو بتمامه في الكتب التي أشرنا إلى التخريج منها.
قوله: (للمزاوجة).
أي: المشاكلة.
قال الطَّيبي: هو وجه، وحمله صاحب الكشاف على الاستعارة بجامع الإخفاء والأخذ بغتة، شبه صورة صنع الله تعالى ذلك معهم بصورة صنع الماكر، وعلى هذا لا يحتاج إلى وقوعه في صحبة مكر العبد، ومنه قول علي رضي الله تعالى عنه: من وسع عليه في دنياه ولم يعلم أنه مكر به فهو مخدوع في غفلة. اهـ
قوله: (وقرئ (صَلاتَهُمْ) بالنصب على أنه الخبر المقدم).
فيه كون الخبر معرفة والاسم نكرة كقول حسان:
يكون مزاجها عسل وماء
وقد ذهب صاحب المفتاح إلى أنه من باب القلب.
وقال ابن جني: إن نكرة الجنس تفيد مفاد معرفته، فإنك لو قلت: خرجت فإذا أسد بالباب أو إذا الأسد بالباب لم تجد الفرق بينهما لأنك لا تريد بالصورتين أسداً معيناً فكأنه تعالى قال: ما كان صَلاتهم عند البيت إلا المكاء والتصدية، أي: هذا الجنس من الفعل، ولم يجر هذا مجرى: كان قائم أخاك، وكان جالس أباك، لأنه ليس في قائم