القرآن الكريم القرآن الكريم
المصاحف الكاملة

آخر الأخبار

المصاحف الكاملة
المصاحف الكاملة
جاري التحميل ...

12 العائدون إلى الله المؤلف: محمد بن عبدالعزيز المسند الصفحة




قلت: هل تأذن لي أن أقول لك: إنك عشت برهة من الزمان في ديار قوم لا حجاب بين رجالهم ونسائهم، فهل تذكر أن نفسك حدثتك يوماً من الأيام وأنت فيهم، بالطمع في شيء مما لا تملك يمينك، فنلت ما تطمع فيه من حيث لا يشعر مالكه؟ قال: ربما وقع لي شيء من ذلك، فماذا تريد؟
قلت: أريد أن أقول لك إني أخاف على عرضك أن يلم به من الرجال ما ألمَّ بأغراض الرجال منك.
قال: إن المرأة الشريفة تستطيع أن تعيش بين الرجال من شرفها في حصن حصين لا تمتد إليه الأعناق (!!!)..
فتداخلني ما لم أملك نفسي معه، وقلت له: تلك هي الخدعة التي يخدعكم بها الشيطان أيها الضعفاء، والثلمة التي يعثر بها في رؤوسكم؛ فينحدر منها إلى عقولكم ومدارككم فيفسدها عليكم.. فالشرف كلمة لا وجود لها إلا في قواميس اللغة ومعاجمها، فإن أردنا أن نفتش عنها في قلوب الناس وأفئدتهم فإنا لا نجدها.. قال: أتنكر وجود العفة بين الناس؟!
قلت: لا أنكرها لأني أعلم أنها موجودة عند كثير من الناس ولكني سقط من بينهما الحجاب وخلا وجهة كل منهما لصاحبه..
إنكم تكلفون المرأة ما تعلمون أنكم تعجزون عنه، وتطلبون عندها ما لا تجدونه عند أنفسكم، فأنتم تخاطرون بها في معركة الحياة مخاطرة لا تعلمون أتربحونها من بعد ذلك أم تخسرونها، وما أحسبكم -إن فعلتم- رابحين..
ما شكت المرأة إليكم ظلماً، ولا تقدمت إليكم طالبة أن تحلوا قيدها وتطلقوها، إنها لا تشكو إلا فضولكم وإسفافكم، ولصوقكم بها، ووقوفكم في وجهها حيثما سارت، وأينما حلت، حتى ضاق بها وجه الفضاء فلم تجد لها من سبيل إلا أن تسجن نفسها بنفسها في بيتها، تبرماً بكم، وفراراً من فضولكم، فوا عجباً لكم تسجنونها بأيديكم ثم تقفون على باب سجنها تبكونها وتندبون شقاءها.

عن الكاتب

Intellectsoft

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

القرآن الكريم