واصلت مسيرتي في التفحيط حتى أصبحتُ رمزاً من رموزه المشهورين الذين يشار إليها بالبنان، وكثر حولي الأصدقاء والمحبون والمعجبون!! حتى الأموال والسيارات كنت أستطيع أن أحصل عليها بكل يسر وسهولة عن طريق المعجبين!!
ولكني مع هذا كله، لم أجد السعادة التي كنتُ أبحث عنها، أبتسمُ وأضحكُ في نهاري، وفي الليل أبكي وأحزن على واقعي الأليم، كنت أشعر أن بداخلي منادياً يناديني يقول:
(هذه ليست رسالتك في الحياة)، فإذا خرجتُ من المنزل، أجد التشجيع والتبجيل والتعظيم، فضلاً عن تضليل الشيطان وكيده، فأتجاهل ذلك المنادي الصارم.
وإني اليوم أوجه هذا السؤال لكل شاب ملتزم: أين أنتم عنا وعن أمثالنا؟ لماذا تركتمونا نتخبط في ذلك الوقت العصيب؟ ألا تزكون علمكم؟ ألا تشكرون نعمة الله عليكم بالهداية فتهدون غيركم؟.
نعم أين أنتم من الشباب الضائع؟ والله لا أذكر أن أحداً من الصالحين جاء لمناصحتي وإنقاذي من ذلك الضلال والضياع إلا رفيقاً سابقاً منّ الله عليه بالهداية فحاول نصحي وهدايتي.
المهم أني واصلت دراستي باجتهاد وتخرجتُ من الثانوية بتقدير (جيد) مع إصراري على التفحيط حتى أن رجال المرور لما جاءوا يبحثون عني في المدرسة تعجب المدير، وقال: إن هذا الطالب من أحسن الطلاب خلقاً وحضوراً.