دخلت عليهم دون تحية فإذا بهم يهابونني على غير العادة أحسست وكأن بداخلي بركاناً تأثراً يريد أن يتفجر.. وتفجر البركان.. وتكلمتُ بكلام طويل كأنما قد حفظته من قبل عن ظهر قلب.. كنتُ أتكلم بقوة وهم يستمعون إلىّ والدهشة قد عقدتْ ألسنتهم. لم أقف لحظة واحدة وكأنما هناك قوة تدفعني للكلام.. وآثار الوضوء لازالت تتقاطر من وجهي.
أحسستُ بأن الله ينصرني في وجه الباطل.. قلتُ لهم منفعلا: أريد أن أسألكم سؤالاً واحداً قبل أن أتنصر، إن أجبتم عليه تنصرت فوراً -وكنت واثقاً من أنهم لن يجيبوا عليه-.
قلت لهم -متهكماً- لنفرض أن المسيح هو الإله.. ففرحوا بذلك.. قلتُ: فكيف كان حال الكون والمسيح والرب- حسب زعمكم- موجود في بطن امرأة من خلقه؟!.. كيف كان حال الدنيا ونظام الكون بأكمله وقد قتل المسيح الإله -بزعمكم- وصُلب.. هل الإله يقتل ويصلب؟؟ وهل الإله تحمله امرأة في بطنها؟!!
فرأيت الوجوم باد على وجوههم وقد صوبوا إليّ أبصارهم وهم في غاية الدهشة.