إلى الله نشكوا قسوة في قلوبنا ... وفي كل يومٍ واعظ الموت يندب
(13) توبة فتاة غافلة (1)
التائبة ع. ص. س. تقول: سبب هدايتي بعد توفيق الله معلمتي الفاضلة..
ثم تروي قصة هدايتها فتقول:
كنت مغرية أشد الغرام بسماع الغناء الذي حرّمه الله ورسوله، فلا يكاد الحديث عنه وعن أخباره يفارق لساني في أي مجلس من المجالس.. كنتُ أتحدث عنه بسبب وبلا سبب حتى صار الغناء هو غذائي وهوائي ومائي، أستغني عن كل شيء ولا أستغني عنه.
جهاز التسجيل لا يفارقني ليلاً ونهاراً. أتابع أحداث (الفن) وكل جديد، عربياً كان أو غربياً.. لقد اتسحوذ عليّ الشيطان فلأنساني ذكر الله حتى صرت من حزبه، وكدتُّ أن أكون من الخاسرين لولا أن الله جل وعلا تداركني برحمته ومنّ عليّ بالهداية.
فقد شاء الله -عز وجل- أن تحضر معلمة جديدة، وكان ذلك في منتصف العام الدراسي تقريباً، كانت مربّية فاضلة وأمّاً حنوناً.. كانت تشفق عليّ وأنا أترنم ذهاباً وإياباً، فاستوقفتني مرةً، وقالت لي ألا تعرفين أن الغناء محرم؟ قلتُ: بلى ولكن، مضيعة وقت وتوسعة صدر، فكان ردي السخيف هذا لإسكاتها فقط... ومن تلك اللحظة وأنا أتحدى تلك المعلمة المؤمنة التي أرادتْ لي الخير والصلاح، فكنتُ كلما رأيتُها أشدو بإحدى الأغنيات، وأرفع صوتي متحديةً لها.
كنت –لفرط جهلي وضلالي- أعتبرها عدواً لي.. أما هي –جزاها الله كل خير- فكانت تنظر إليّ نظرة شفقةٍ ورحمةٍ، فأنا مع الشيطان وهي مع الرحمن.
قالت لي يوماً: ماذا تفعلين لو داهمك الموت وأنتِ على هذه الحال؟؟
قلتُ: إن الله غفور رحيم.. فقاطعتني قائلة: ولكنه شديد العقاب.
قلتُ: ولكن ماذا أفعل؟ لو لم أستمع إلى الغناء.. كيف أقضي وقتي؟!
قالت: اسمعي أشرطة إسلامية.. خطب، ندوات، محاضرات، أناشيد. فكأني أسمع ذلك لأول مرة.
قلتُ: ولكن من أين آتي بها؟!